الماء والحياة

المقدمة:
المياه شريان الحياة وبدونها لانستطيع العيش كما أنها عنصر هام لحياة الحيوان والنبات.وتتعرض المياه في وقتنا الحاضر لعدد من الأخطار كالتلوث والإستنزاف والتملح,مما يحتم علينا ضرورة الإهتمام بها وترشيد استهلاكنا والعمل على تنميتها والحفاظ على مصادرها ومواردها.

والآن سوف نستعرض معك عزيزي القارئ نبذة عن المياه وأهميتها وأهم مكوناتها وتوزيعها في العالم ومدى توفرها في بلادنا إضافة إلى استعراض إلى مجموعة من الأفكار التي تساعدنا على الحفاظ على مواردنا المائية والإستنزاف والهدر.

تفضل عزيزي القارئ،وإستمتع بقراءة الكتاب وتذكر دائماً أهمية المياه التي أكدها الخالق عز وجل في كثير من المواضع قال تعالى: ((وجعلنا من الماء كل شيء حي))صدق الله العظيم "(سورة الأنبياء الآية رقم 30)"فسبحانه وتعالى الذي جعل من هذا السائل بصفاته الغريبة حيث لا لون له ولاطعم ولارائحة
لكنه مع ذلك فهو أساس بقاء الكائنات الحية بكافة أشكالها وأنواعها
وعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلى رإســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه ا ((الإنســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان))


أهمية وجود الماء على الأرض:
الماء عنصر هام في الحياة،وعدم وجوده يعني القضاء على جميع أشكال الحياة على الأرض فالناس والنباتات والأشجار والحيوانات وسائر الكائنات الأخرى لايمكن بأي حال من الأحوال أن نستغني عنه.
والماء بعكس الطعام،فبإمكاننا أن نمتنع عن تناول الطعام لمدة أسابيع،ولكننا لن نستطيع تجاوز عدة أيام عند أمتناعنا عن شرب الماء فنحن نحتاج في اليوم الواحد من 8-10أكواب من الماء أما السوائل الأخرى فهي توفر لنا نصف الكمية التي نحتاجها من المياه،والنصف الآخر يأتي عن طريق الطعام الذي نتناوله.
إن الماء يشكل نسبة 83%من الدم في أجسامنا ويساعد في عملية الهضم ويسهل حركة المفاصل ويساعد في عمليات نقل مخلفات الهضم،كما يساعد في الحفاظ على درجة حرارة الجسم.

تعرف على جزئيات الماء:
كل شيء يتكون من مجموعة ذرات والذرة أصغر مكونات العناصر،كالأكسجين والهيدروجين،والذرة عبارة عن مجموعة من الجزئيات،وجزيء الماء يتكون من ثلاث ذرات:ذرتا هيدروجين وواحدة أكسجين.

الماء مادة مذيبة:
المادة المذيبة هي السائل القادر على إذابة العناصر الأخرى،ويعتبر الماء المذيب الأول في الطبيعة ولهذا يوجد به العديد من المعادن المذابة،كما أنه يتميز بقدرته على إذابة الأشياء الأخرى،لذلك تتعد أستخدامات الماء فنحن على سبيل المثال نستخدم الماء كمادة مذيبة أثناء الطبخ.

دورة المياه في الكون:
الماء يتبخر إلى الأعلى بفعل حرارة الشمس على هيئة غيوم ويتساقط على الأرض على هيئة قطرات وهي الأمطار،أو الثلج(البرد)،وتتواصل عملية إنتقال الماء وتغيره مرورا بحالاته الثلاثة:الصلبة،السائلة،الغازية بشكل مستمر وبدون توقف.
وعند تتبعنا لمسار المياه بعد هطولها على شكل أمطار نلاحظ أنها تنحدر من أعالي الجبال لتتجمع في بطون الأودية على شكل سيول جارية.
يتسرب جزء من مياه الأودية إلى الطبقات الجوفية وهي الجزء الذي نستغله عن طريق حفر الآبار أو شق الأفلاج،أما المتبقي من المياه فإما أن يتبخر وإما أن يصب في البحر...ثم يتبخر مرة أخرى مكونا الغيوم التي تتساقط منها الأمطار.


المياه في العالم:
*تشكل مياه البحر المالحة مانسبته94%من المياه في العالم بينما تمثل مياه العذبة 6%.
*تمثل المياه الجوفية 72%من المياه العذبة 27%أنهار جليدية،ويتبقى أقل من 1%من المياه العذبة في الغلاف الجوي أو المجاري المائية أو البحيرات.
نستخدم المياه في عدة مجالات منها الشرب،الري الزراعي،التصنيع،تعليب المواد الغذائية وصناعة المرطبات والكثير من الإستخدامات الأخرى.


المياه في سلطنة عمان:
*تتسم السلطنة بندرة مياهها بسبب قلة هطول الأمطار وإرتفاع درجة الحرارة وهي تعتمد إعتماد شبه كلي على المياه الجوفية التي يتم إستغلالها عن طريق حفر الآبار وشق الأفلاج والعيون.وتكاد تنعدم المياه السطحية سوى في بعض الأودية القليلة دائمة الجريان مثل وادي ضيقة.

*يوجد في السلطة العديد من الآبار حيث أوضح المشروع الوطني لحصر الآبار وجود أكثر من 127ألف بئر موزعة على مناطق السلطنة المختلفة،وبسبب وجود هذا العدد الكبير من الآبار وتأثيرها في إستنزاف المخزون الجوفي من المياه،فإن تشريعات الوزارة تمنع حاليا حفر آبار جديدة إلا في الضرورات القصوى كأن تكون بأرا جماعية أو بأراً بديلة للبئر القديم الذي أصبح غير صالح.

*تعتبر الأفلاج موروثا حضاريا وموردا هاما من موارد المياه،وقد أوضحت نتائج مشروع حصر الأفلاج وجود 4112فلجا موزعة على مناطق السلطنة المختلفة ،
منها 3017فلجا حيا.كما تتميز السلطنة بوجود العيون المائية وتعتبر محافظة ظفار من أكثر المناطق التي تنتشر فيها العيون.

*تنفذ الحكومة عددا من المشاريع الإكتشافية ومشاريع البحث والتنقيب وذلك بهدف الحصول على موارد مائية جوفية يمكن الإستفادة منها في تعزيز الوضع المائي،وقد أسفرت تلك الجهود عن اكتشاف مخزونات جوفية من أهمها حوض المسرات بمنطقة الظاهرة وحوض رمال الشرقية بالمنطقة الشرقية اللذين تم تنفيذ مشروعين لاستغلالهما.

*تسعى الحكومة إلى إدارة وتنمية الموارد المائية وذلك من خلال إنشاء السدود وصيانة الأفلاج والعيون وحفر الآبار المساعدة لها وسن التشريعات الهادفة للمحافظة على الموارد المائية من التلوث والإستنزاف.


"ساهم في ترشيد استهلاك المياه"
يحرص الجميع على المحافظة على الموارد الطبيعية،وبإعتبار أن الماء الأكثر قيمة من بين هذه الموارد لذا يتوجب علينا الإحاطة بجميع الوسائل والطرق الممكنة للمحافظة عليه من أسباب الهدر والإستنزاف.
وهذه بعض الخطوات التي تساعد كل فرد منا للمشاركة في ترشيد إستهلاك الماءوهي تتخلص في:-

1-قم بفحص جميع حالات تسرب المياه في منزلك،فالقطرات المنسابة ببطء يمكن أن تفقدنا من 15إلى 20جالونا يوميا فقم بإصلاحها حتى يمكنك توفير مايقارب 6آلاف جالون من المياه سنويا.

2-للتعرف على إذا ماكان هناك تسربا في مرحاض الحمام ضع.سائلا ملونا في خزان التجميع،ثم راقب المياه في الأسفل للتأكد من وجود التسرب من عدمه فالتسرب المستمر للمياه مهما كان بسيطا فإنه يتسبب بفقد 30 ألف جالون سنويا.

3-استخدم كأسا من الماء أثناء عملية التسوك بدلا من فتح حنفية المياه في كل مرة وستوفر بذلك لترا ونصف تقريبا.

4-تعود على الإستحمام في مدة أقصر فالإستحمام الإعتيادي الذي يستمر لمدة 10إلى 20دقيقة يستهلك من 5إلى 10جالونات من المياه....
لاتوجد وصفة سريعة وسهلة في هذه الحالة فالأمر يعتمد على التحكم بالنفس, لذا فإن خمس دقائق ستكون كافية لأداء المهمة على أكمل وجه إضافة إلى أننا نكون قد وفرنا مايقارب 5جالونات من المياه